[الهادي وأسر ولده المرتضى]
  خلف الهادي #، فلما رأى ذلك ثنى رحله للنزول، فقال الطبريون رحمهم الله: ما تريد؟ قال: أقاتل معكم حتى نموت جميعا. قالوا: هذا أمر طلبناه فوجدناه، ولك بنا من المسلمين عوض، وليس للإسلام عنك عوض، وقال له المرتضى #: أيها الإنسان إنك اليوم إن قتلت انهد ركن الإسلام، وإن قتلنا فإن الله يعيضك بنا مثلنا أو من هو خير منا. فقال #: أفارقكم والله فراق غير صاخ بفراقكم؛ وتأخر نظرا للإسلام وتحريا لمصلحة الدين، لا جبنا ولا فشلا، والقوم يطعنونه برماحهم وينحيها بسوطه لأن رمحه كان قد فات، وكان عمر الرمح في يده ~ قصير، فقال له بعض أصحابه: يا سيدي سل سيفك. فقال: ما كنت لأسله إلا أن أضرب به، وفرقت الهزيمة الناس، وكان المرتضى # في خيل فوثب فهوى، فقصر مهره لضعف كان فيه، فصعق به المكان وصاحبه كانت فيه غشى منها، وأسر معه محمد بن سعيد | في جماعة وشعر الهادي # على أنه لم يعلم به ولو كان في جهته فكذلك كانت الحال، ولو كان في جهته لم يسلمه، وكان يفعل ما قال؛ لأنه لا يتهم في قوله #، فعذره # حق، فأما أنه أسر في يوم آخر فهذا ما لم يقل به أحد من أهل المعرفة، وإنما عند الجهال الشيعة الذين عزلوا نفوسهم عن مراس الحرب، وتفرغوا للطعن على أئمة الهدى، إن الإمام لا ينهزم ولا يتأخر عن مقامه ولا يجوز له ذلك، وهم لا يعرفون الآثار، ولا باشروا الحال، فتعلموا أحكام المحال، وتصرف النزال في انحياز النبي ÷ إلى شعب أحمد:
  فلولا صعود الشعب عاود أحمد ... ولكن نجى والسمهري شروع