مسألة [في الصحابة الذين تقدموا على علي #]
  ونقول: إن النصوص استدلالية لأنها محتملة، ولذلك جرى فيها النزاع الطويل، والجدال الشديد، من ذلك اليوم إلى يوم الناس هذا وإلى انقطاع التكليف، وكل يحتج بما يرويه، وقولنا: هو الأحق والأولى لما أظهرنا عليه من البراهين، ونصبنا من الأدلة التي لا توجد مع خصومنا، وندعي عليهم انقطاع المرام في تصحيح ما توسموه، وتلك الخطايا والمعاصي للتقدم على علي # لم يكن بلوغها حد الفسق فتنقطع العصمة، وإنما يجوز أن تكون كبيرة وأن تكون صغيرة، ولما يظهر لنا على ذلك دليل، ولا بلغنا عن سلفنا الصالح # ما نعتمده في أمرهم، وإنما نشكو إحداثهم وتقدمهم على إمامهم ولهم أعظم حرمة في الإسلام، لأنهم أول من أجاب دعوة جدنا ÷ ونابذ وعزّ به الإسلام، وقاتل الآباء والأبناء والأقارب في الله، حتى قام عمود الإسلام، وأتى فيهم عن رسول الله ÷ ما لم يأت في غيرهم، وكان فيهم حديث بدر، وآية بيعة الرضوان، فصار الإقدام في أمرهم شديدا، وإنما نقول: إن كانت معاصيهم كبيرة فالله تعالى لا يتهم في جزائه، والكبائر تبطل الطاعات وإن عظمت، وإن كانت صغيرة فلبعض ما تقدم من عنايتهم في الإسلام، وسبقهم إلى الدين، ولا يمكن أحد من أهل العصر ولا من قبله من الأعصار يسعى مثل سعيهم، ومثل عنايتهم في الدين، وعلي # وولداه هم القدوة فلا نتجاوز ما بلغوه في أمر القوم، وهو نعي أفعالهم عليهم، وإعلامهم لهم أنهم أولى بالأمر منهم، ولا يظهروا لنا أحكام أولئك النفر خالفوهم ولا باينوهم مباينة الفاسقين في عصرهم.
  وأما من حارب عليا # وولديه سلام الله عليهما فلا شك