كتاب وصية البنات
  مقام التذلل ورفض الزينة كما في الحديث: «أفضل الحاج الأشعث الأغبر» وفي بعض الحديث «الأذفر» ولم يفرق بين الذكر والأنثى، فإن كان معها زوجها كره لها ممازحته ومداعبته وملاصقته حتى يحل الإحرام.
  وإنما ذكرنا باب الحج والصلاة في كتابنا هذا لأن في الوجهين أحكاما تخالف أحكام الرجال، وربما يلتبس الفصل فيها على بعض أهل المعرفة، فأردنا بذلك التعريف والهداية، ولو لا تراكم الأشغال لبينا كل باب فيما أشرنا إليه مفصلا، فإذا كان الأمر كذلك فمنهن متزوجة ومنهن يرجا لها الزواج ولا ندري من لا يقدر لها الزوج، ولكل واحدة أمر وحكم لا بد أن نذكر منه طرفا.
  فأما المزوجة: فإنا نوصيها بتقوى الله تعالى في زوجها، فإن حقه مفروض من الله تعالى، وفي الحديث عن النبي ÷: «لو أمرت أحدا بالسجود لأحد أمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو سال من منخريه الصديد والقيح ولحسته ما أدت حقه»، وحقه عليها أن لا تمنع نفسها منه في حال غضب ولا رضى ولا ضيق ولا سعة ولا نضارة بترك الزينة وهجر الطيب والطهارة وتفقد فراشه من المؤذيات، وتعهده في المطعم والمشرب، ولا تظهر حب شيء يكرهه، ولا تظهر كراهة شيء يحبه وإن كان الأمر عندها بخلافه، ولا تبالغ في مدح نظرائه ممن يحل لها نكاحه ولا صفة أحد منهم بالجمال والكمال فإن ذلك يقدح زناد الغيرة في قلبه ويولد الشك في نفسه، ولا تمازحه بما لا يحل فعله ولا قوله، ولا تكثر الغيرة عليه فإن ذلك من أسباب الطلاق، ولا تقابل شدته بالشدة، ولا تنس ما جعل الله تعالى للرجال على النساء من الولاية، ولا تعظم ما يصل إليها منه من الإساءة، ولا تظهر المسرة عند غمه، ولا الغمة عند سروره، ولا تظهر له أنها لا تهابه، وتشعر نفسها مع خوف الله سبحانه خوفه لأن الله تعالى قد أذن له في ضربها وهجرها، ولم يأذن لها في ضربه وهجره، ومن أذن له