مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب وصية البنات

صفحة 576 - الجزء 1

  وعليها أن تباشر خدمته بنفسها، ولا تكل ذلك إلى غيرها؛ لأنها سكنه وأنسه، ونفسها مشتقة من نفسه، هذا في خدمته التي تخص نفسه من طعامه وشرابه وفراشه ومنامه، وأن تقوم على سائر الأعمال بالنظر والأمر والتفقد والاستنابة، ولا ترضى في الأعمال من الجوار والمستخدمات بما ينفذ، بل تشد في ذلك نهاية الشدة حتى تستمر الأحوال على الاستقامة، ولتتفقد الطعام عند النقو وعند الطحن وعند العجن، فإذا انتهى إلى حال الخبز فقد انقطعت عنه الصنعة، فإن كان رديا لم يمكنها استدراك فائته وإحياء مائته، ولتتفقد آنية الماء وآنية العجين والطحن والرهي بالتنظيف والتطهير وتأمر من معها بالطهارة، فإنا سمعنا من أهلنا أن أكل الطعام النجس يقسي القلوب، وأحسبهم ما قالوه إلا وهو يرفع إلى النبي # ومن علم نجاسته حرم عليه، ولا يؤنس المستخدمات من السطوة، ولا توقع فيهن يد القهر والقدرة فإن كل راع مسئول عن رعيته، ولا تغفل تاريث النار ولا تنظيف المنزل بالبياض وغيره، وليكنس في كل يوم مرتين، ولا تغفل قراءة كتاب الله ø فإنه إمام الأئمة، ومنهاج سبل السلامة، وهو الإمام الأول، ولتجعل لها وصيفة تلزم نفسها قراءتها في كل يوم، ولا تغب عما تعاينه من الأعمال إلا بإقامة نائب وقد وثقت به لئلا يتعود من تحت يدها الإهمال، ولا تكثر على زوجها الإدلال، ولا تلحف في السؤال، وتحمده على قليل ما يسدي إليها، وتكبر صغيره، وتعظم حقيره، فإن ذلك يغريه بالازدياد في الإحسان، وإن أظهر العجب من شيء تعجبت لتعجبه، وإن استقبحه قفت أثره في ذلك وأظهر تفقده، وإن عاينت في زوجها شيئا وأرادت نزوعه عنه إن لم يكن خلقة لطفت له في ذلك أحسن اللطف وأغمض الإشارة وأرته أن إزالة ذلك مما يزينه، وإن كان تركه لا يشينه، وإن كان خلقة لم تظهره له ولم تذكره، فإن ذكره دافعت عنه وأرته أنه لا شين فيه إذ ذلك مما لا يمكن إصلاحه فتسعى في