مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة [في متشابه القرآن]

صفحة 88 - الجزء 1

  الحجة على العبد، وهو علوم من اجتمعت فيه فهو عاقل، ومن عدمها أو بعضها فهو ناقص العقل وذاهبه، وموضع تفصيلها كتب علم الكلام، (وما به) آية من كتاب الله ø إلا ونحن نعلم معناها ولفظها، ووجه حكمة الله سبحانه في الخطاب بها، ومراد الله سبحانه منّا فيها وعينها وحقيقتها، ونحن الراسخون في العلم بما علمنا، وولاة الأمر بما حكم لنا، وورثة الكتاب عن أبينا وجدنا، فإذا قال لنا تعالى: {يَداهُ مَبْسُوطَتانِ}⁣[المائدة: ٦٤] علمنا بدلالة العقل أن اليد التي هي الجارحة مستحيلة عليه؛ لأنه ليس بجسم لأن الأجسام محدثة وهو تعالى قديم؛ لأنه لو كان محدثا لاحتاج إلى محدث وذلك محال، وقد ثبت أن اليد في اللغة تحمل على الجارحة المخصوصة، وتحمل على القدرة، وتحمل على النعمة، يقول قائل أهل اللغة: لفلان على بني فلان يد أي قدرة، وما له عليهم يد، ماله عليهم قدرة، وله عليهم يد أي: نعمة، وشواهد ذلك ظاهرة فلا وجه لذكرها، فيداه مبسوطتان والحال هذه نعمتاه في الدين والدنيا والآخرة وفي الباطن والظاهر، وقدرته لنا قاهرة حكما وفعلا ووقوعا إن أراد سبحانه فكيف يهمل ما في هذه الآية من الفوائد بالتعلق بقولها رد، أو كيف يحملها على القول الفاسد والعقل والشرع منه ذا يد، والمعنى الصحيح شاهد، هل هذا إلا عدوان وإلحاد في القرآن، فهذا من المتشابه، وقد عرفت كيف بيّن الراسخون في العلم معناه، ولا علم لنا إلا ما علّمنا الله.

  ومن المحكم بالمعنى الأخير: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}⁣[الصمد: ١] الواحد الذي لا يتجزأ، كما يقال: جوهر واحد، والواحد المختص بصفات الكمال أو بعضها، كما يقال: واحد زمانه، ووحيد عصره، ونسيج وحده، يريد بذلك الانفراد، وكل معنى من هذه المعاني ثابت في الباري تعالى على أبلغ الوجوه