مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الرياح]

صفحة 200 - الجزء 1

  الجواب عن ذلك: أن نقول مستقيم؛ أما أنه لا يجوز تراخي معلولها عليها فلأنه لو جاز خرجت عن كونها علة فيه وذلك لا يجوز، وكان لا ينفصل وجودها عن عدمها لأن دليل وجودها ظهور معلولها، وما أدى إلى أن لا ينفصل وجود الشيء عن عدمه قضى ببطلانه، وأما وجوب تقدمها عليه وإلا لم تكن علة فيه فمستقيم، والمراد تقدم الذات لتكون مؤثرة في الحكم لا تقدم الزمان، فيجوز التراخي، فيتناقض القول كما ذكرت في حركة الأصبع وحركة الخاتم فإن حركة الأصبع متقدمة على حركة الخاتم، تقدم الذات لا الزمان.

[الرياح]

  وثالثها سأل أيده الله: عن الرياح حركات متداركة فعلى هذا هي عرض لا جسم؟

  الجواب عن ذلك: أنها حركات في أجسام الهواء ما كان كذلك سمي رياحا، والحركة وحدها لا تكون رياحا، والأسماء لا ينكر تعلقها بالأمور على وجوه، ألا ترى أن الإنسان مجموع أجزاء كل جزء منه على الانفراد لا يسمى إنسان فإذا اجتمع أطلق عليه اسم الإنسان، ألا ترى أنك لو وجدت أعضاء متفرقة لأضفتها إلى الإنسان، فما الإنسان والحال هذه نقول: هذا رأس إنسان ويد إنسان حتى تأتي على جميع الأعضاء، فما الإنسان والحال هذه إلا مجموع هذه الأعضاء، كذلك الرياح اجتماع الحركات في الهواء فإن سكن رجع إلى الاسم الأول وقيل هواء.