مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة التاسعة عشر

صفحة 234 - الجزء 1

  فأما الآيات فقد خصت الأرحام والأقارب ومن لا يكره ما ذكر الله سبحانه في أغلب الأحوال، قال تعالى: {أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ}⁣[النور: ٦١]، يريد به بيوت عبيدكم لأنكم مالكون لملكهم، وأكل الطعام جائز في بيوت من تقدم ذكره وإن لم يأذن إذا أذن أهله إلا أن يعلم منه كراهة فحينئذ لا يجوز فاعلم ذلك.

المسألة التاسعة عشر

  عن قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ}⁣[المائدة: ٣] ما هي؟ وما معنى الاستقسام؟

  الاستقسام هي القسمة، والأزلام: هي قداح الميسر، وهي عشرة قداح: الفذ، والتوأم، والرقيب، والحلس، والنافس، والمسبل، والمعلى، والسفيح، والمنيح، والوغد؛ فالأول منها واحد، والثاني اثنين، والثالث ثلاثة، والرابع أربعة، والخامس خمسة، والسادس ستة، والسابع سبعة، والآخر لا حظ لها، وكان عشرة رجال يجتمعون فيدفعون ثمن الجزور، ثم يقسمونها ثمانية وعشرين جزءا، ثم يضربون بالقداح فربما خرج لواحد واحد وأكثر كما قدمنا، وواحد دفع الثمن، ثم خرج بحكم هذه القداح الظالمة بغير شيء، فنهاهم الله سبحانه عن ذلك وردهم إلى الحق والصواب فله الحمد.

المسألة العشرون

  عن قوله تعالى حاكيا عن أم مريم: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً}⁣[آل عمران: ٣٥]، ما معنى هذا النذر؟ وعن قولها: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى}⁣[آل عمران: ٣٦]؟