حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح

صفحة 111 - الجزء 1

  فأما الأصول فإن من تأوّلها فأخطأ فإنه معاقب مأثوم. فإن كان في خطائه مخالفا للمسلمين، موافقا فيه للكافرين، فهو كافر لموافقة الكافرين⁣(⁣١) في قولهم، مثال ذلك: من زعم أن القرآن قديم، ومن يزعم أن اللّه يرى يوم القيامة (بالأعيان)⁣(⁣٢)، ومن يزعم أن اللّه أجبره على فعله⁣(⁣٣)، وهؤلاء قد خالفوا المسلمين، ووافقوا الكفار في قولهم.

  أما موافقة الكفار⁣(⁣٤) فإن الكفّار الثنوية ادّعوا إلهين قديمين، وهؤلاء يقولون: القرآن قديم مع اللّه، فأثبتوا إلهين قديمين. والذين يقولون:

  إن اللّه يرى يوم القيامة وافقوا الكفار في توهّمهم أن اللّه يرى بالأعيان فقالوا: يا موسى (أرنا اللّه جهرة). ومن يزعم أن اللّه أجبره⁣(⁣٥) على فعل القبيح والحسن، فإنهم وافقوا الكفار في قولهم: {لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا}⁣[الأنعام: ١٤٨]، وبموافقتهم للكافرين خالفوا المسلمين. ومن كان في خطائه وتأويله⁣(⁣٦) موافقا للفاسقين مخالفا للمؤمنين فهو فاسق، من ذلك: من يتأول خلاف الكتاب والسّنة والإجماع وليس معه علم من الكتاب والسّنة والإجماع، فيكون فاسقا لحكمه⁣(⁣٧) بخلاف ما أنزل اللّه؛ قال اللّه تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٤٧].


(١) في (ب): لموافقته الكافرين.

(٢) ساقط في (ص، ش).

(٣) في (ش): جبره على فعله.

(٤) في (ب): أما موافقتهم الكفار.

(٥) في (س، ش): أن اللّه جبره.

(٦) في (ج، د، ل): ومن كان خطاؤه في تأويله.

(٧) في (ج): بحكمه.