فصل في الكلام في صفات الله والفرق بين الأسماء والصفات
  وقال أمير المؤمنين # في الدّرة اليتيمة: له سبحانه من أسمائه معناها، وللحروف مجراها، إذ الحروف مبدوعة، والأنفاس مصنوعة.
  وروي عنه # أنه قال: من عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بحقيقة المعرفة فهو مؤمن حقّا.
  وقال # في الدّرة اليتيمة: إن قلت: متى؟ فقد سبق الوقت كونه، وإن قلت: قبل، فالقبل بعده، وإن قلت: هو، فالهاء والواو خلقه.
  وقال علي بن الحسين @: (فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة) فصح أن التعبير غير المعبّر عنه.
  وقال #: ليس مذ خلق استحقّ اسم الخالق، ولا بإحداثه البرايا استحقّ البراءة(١).
  وقال القاسم بن إبراهيم @ - في جواب مسائل سئل عنها: معنى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق: ١]، وإنما اسم ربه الذي أمر أن يقرأ به {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الذي قدّمه في صدر كل سورة. وقال # في معنى قول اللّه تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ}[آل عمران: ١٨] - وسؤال الملحد: هل شهد الاسم للمسمّى، أو شهد المسمّى للاسم؟ - فقال:
  الشاهد هو اللّه، أي علم، والاسم فهو اسم اللّه، وما كان للّه فليس هو اللّه، وللّه الأسماء الحسنى، والمسمى فواحد.
(١) يعني بل هما له، من قبل ذلك. انتهى.