حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من التوحيد

صفحة 174 - الجزء 1

  أتى إلى النبيء ÷ فقال: يا رسول اللّه إني أتصدّق بشيء من مالي أريد به وجه اللّه، وأحبّ أن أذكر بالخير، فأنزل اللّه هذه الآية:

  {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}⁣[الكهف: ١١٠].

فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من التوحيد

  فاتفق الشيعة والمعتزلة والصفاتيّة والخوارج والحشويّة على أن اللّه تعالى لا مثل له. وأجمعوا على القول بأنه يرى ولا يرى، وهو بالمنظر الأعلى. واتفقوا في أنه لا تدركه الأبصار في الدنيا، واتفقوا على أن اللّه تعالى عالم فيما لم يزل ولا يزال، ويجب ذلك له ويستحيل [عليه]⁣(⁣١) خلافه. واتفقوا في أن القرآن تنزيل اللّه، ووحيه.

  واختلفوا فيما له كان اللّه عالما، فقالت الزيدية، والمعتزلة: إن اللّه تعالى عالم لذاته⁣(⁣٢)، وعالم لنفسه؛ ومعنى عالم لذاته: أنه تعالى عالم يجب ذلك له، لا لشيء سوى ذاته، وكذلك قالوا في أن اللّه تعالى حيّ، قادر، قديم، سميع، بصير، ولم يثبتوا قديما سوى اللّه تعالى، ونسبوا من أثبت معه قديما (أو قدماء)⁣(⁣٣) إلى الكفر وقالوا: هو مذهب النصارى قد دس في الإسلام. وأن القرآن محدث.


(١) زيادة في (ع).

(٢) في (أ): عالم يجب ذلك لذاته.

(٣) ساقط في (ث).