حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من التوحيد

صفحة 185 - الجزء 1

  وتوافق العقول والقرآن، منها قوله ÷ أنه قال: «إنكم لن تروا اللّه في الدنيا و [لا في]⁣(⁣١) الآخرة». وروي عن عائشة عن النبيء ÷ مثله.

  وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «المصوّرون لن يدخلوا الجنة⁣(⁣٢)، قيل: يا رسول اللّه، ومن المصوّرون؟ قال: الذين يصورون اللّه بعقولهم». وروي عنه ÷ أنه قال: «من شبّه الخالق بالمخلوق فقد كفر، ومن شبّه اللّه بخلقه فقد كفر». وعن علي # في خطبة⁣(⁣٣) ما يدل على ذلك.

  وأما استدلال الحشوية بقول اللّه تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ}⁣[يونس: ٢٦]، بأن قالوا: الزّيادة هي الرؤية. فهذا غلط من وجوه:

  منها أن الزيادة لا تكون أرفع من المزيد عليه.

  ومنها أن الزيادة لا تكون إلا من جنس المزيد عليه، قال اللّه تعالى:

  {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ}⁣[محمد: ١٧]، وقال تعالى: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النساء: ١٧٣].

  ومنها أنه قد روي أن الزيادة قصر في الجنة، فلا تعلّق لهم بهذا.

  فإن قال قائل [منهم]⁣(⁣٤) متعنّت أو مستفيد: إذا لم يكن يرى ولا تدركه الأبصار، فهل هو يرى نفسه⁣(⁣٥)؟ قلنا: إن كنت تعني


(١) زيادة في (ع).

(٢) في (ب، ص): أنه قال: «لعن المصورون لن يدخلوا الجنة».

(٣) في (ع): في خطبته.

(٤) زيادة في (ع).

(٥) في (ث): كما يرى الواحد منا نفسه.