حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من التوحيد

صفحة 188 - الجزء 1

  وقال قوم: هي أجزاء كثيرة مجتمعة من النار.

  وقال قوم: هي من جوهر خامس سوى الجواهر الأربعة.

  وقال قوم: هي بمنزلة صحيفة عريضة.

  وقال قوم: هي كالجرّة المدحرجة.

  وقال قوم: هي مثل الأرض.

  وقال قوم: هي أضعاف ذلك.

  وقال قوم: هي أعظم من الجزيرة الكبيرة.

  ذكر ذلك عنهم وحكاه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الدلائل. وقال: ففي اختلاف هذه الأقاويل منهم في الشمس دليل على أنهم لم يقفوا على الحقيقة من أمرها. فإذا كانت هذه الشمس التي يقع عليها البصر، ويدركها الحسّ، قد عجزت العقول⁣(⁣١) عن الوقوف على حقيقتها، فكيف بالحدّ لما لطف عن الحسّ واستسر⁣(⁣٢) عن الوهم.

  فإن قالوا: لم استسر⁣(⁣٣)؟ قلنا: لم يستسر⁣(⁣٤) بحيلة يخلص إليها كمن احتجب عن الناس بالأبواب والستور. وإنما معنى قولنا: (إنه استسر)⁣(⁣٥) أنه لطف عن مدى ما تبلغه الأوهام كما لطفت الشّمس وارتفعت عن إدراكها بالبصر.


(١) في (ع): فقد عجزت العقول.

(٢) في (ش): استتر.

(٣) في (ش): استتر.

(٤) في (ش): لم يستتر.

(٥) في (ش): أنه استتر.