حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من التوحيد

صفحة 189 - الجزء 1

  فإن قالوا: ولم لطف؟ - وتعالى عن ذلك - كان خطأ من القول⁣(⁣١) لأنه لا يليق بالذي هو صانع كل شيء إلا أن يكون⁣(⁣٢) فائتا لكل شيء، متعاليا عن كل شيء.

  فإن قالوا: فكيف يعقل إن كان⁣(⁣٣) فائتا لكل شيء متعاليا عن كل شيء؟ قلنا: إن الذي يطلب معرفته من الشيء أربعة أوجه⁣(⁣٤):

  أولها: أن ينظر أهو موجود؟

  والثاني: أن يعرف ما هو في ذاته وجوهره.

  الثالث: أن ينظر كيف هو وما صفته؟

  الرابع: لما ذا هو؟ ولأي علّة هو؟

  فليس من هذه الوجوه شيء يمكن المخلوق أن يعرفه من الخالق حق معرفته سوى أنه موجود فقط. فأما⁣(⁣٥) ما هو؟ وكيف هو؟ فممتنع عليه كنهه وكمال المعرفة به⁣(⁣٦)، وأما لما ذا؟ فهو ساقط في صفة الخالق؛ لأنه جلّ ثناؤه صانع كلّ شيء، وليس شيء بصانع له.

  ثم ليس علم الإنسان بأنه موجود يوجب له⁣(⁣٧) أن يعلم ما هو؟


(١) في (ض): كان خبطا من القول.

(٢) في (ع): إلا إذا كان.

(٣) في (ع): أنه كان.

(٤) في (ه): أربعة وجوه.

(٥) في (أ): وأما.

(٦) في (أ): فتمنع عليه كنهه وكمال معرفته.

(٧) في (ب، ج، ش): بموجب له.