حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الهداية والإضلال

صفحة 244 - الجزء 1

  والنقصان، فما كان من ذلك صدقا وحقّا فمن القرآن، وما كان منه كذبا وباطلا فهو من الشيطان. وفي أيدي الروافض والغلاة من ذلك ما قد سمعت وسمعناه. وقد أمر اللّه نبيئه ÷ بالاستعاذة من الشياطين⁣(⁣١) وهمزاتهم فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}⁣[المؤمنون: ٩٧ - ٩٨]، وقال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}⁣[فصلت: ٣٦]، وقال تعالى: {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}⁣[النحل: ٩٨]، وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} إلى آخر السورة.

  وقد جاء عن النبيء ÷ ما يوافق الكتاب، من الأمر بالتعوذ من الشيطان الرجيم. وروي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه ÷:

  «إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يخلو بامرأة ليست له بمحرم، فإن ثالثهما الشيطان». وعن النبيء ÷ أنه قال: «لا يزال إبليس هائبا مذعورا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعهنّ تجرأ عليه فألقاه في العظائم». وروي عنه ÷ أنه قال: «إن الشيطان ليأتي أحدكم فينفخ بين أليتيه فلا ينصرف حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا».

  وروي عن أمير المؤمنين # أنه كان إذا دخل المخرج قال: «بسم اللّه، اللهم إني أعوذ بك من الرّجس النجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم».


(١) في (ش): بالاستعاذة به من الشيطان.