حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

ابتداء دعوته

صفحة 29 - الجزء 1

  الشيخ العلامة الشاعر نشوان بن سعيد الحميري، وقد كان يخصه على النهوض من (صعدة) إلى البلاد الجنوبية التي يسمونها (اليمن)، وهي الأصقاع الجنوبية من صنعاء مثلما يسمّون ما شاملها (الشام) ومما قاله نشوان في ذلك:

  دع (يرسما) والمساني واقصد (اليمنا) ... فأفقر الناس من يا ابن الكرام سنى

  فأنت تصلح للرايات تعقدها ... وللمواكب تحيي الدين والسننا

  وللمنابر تنشئ فوقها خطبا ... تعيي اللبيب النجيب العالم الفطنا

  ما كان جدك حرّاثا فتلحقه ... بل مرسل قد أتى بالوحي مؤتمنا

  ما زال في عمره مستفتحا بلدا ... أو قاسما مغنما، أو مالكا مدنا

  وكم هي عجيبة بعض الصدف التأريخية التي يرتّبها القدر، وكأنّه يوقّعها لحنا سماويا نغماته تسبي العقول، وتهزّ المشاعر، فقد قدّر أن تموت الملكة أروى بنت أحمد بن الصليحية في مدينتها (ذي جبلة) سنة ٥٣٢ هـ وهي تناهز الثامنة والثمانين، وانتهى بموتها ملك آل الصليحي، كما أن الداعي سبأ ابن أبي السعود صاحب (عدن) مات في نفس العام، وتمزّقت أصقاع اليمن شمالا وجنوبا وشرقا