حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

صوت اليمن والإسلام

صفحة 30 - الجزء 1

  وغربا شذر مذر، وقدّر لهذا الشاب التقي الشاعر حفيد الأئمة والشعراء، أحمد بن سليمان أن يصغي إلى صوت الواجب في ضميره ووجدانه، وأن يستجيب لدعوة الحجّة التي تلهج بها ألسنة علماء الزيدية وفقهائها، وفي مقدمتهم العلامة القاضي نشوان بن سعيد الحميري، فأعلن الدعوة لنفسه، وقد عاش بعد إعلانها، ومبايعة أهل الحل والعقد له إماما، أربعة وثلاثين عاما كلها جهاد وصراع وكفاح، وعرق ودموع، وشعر وتأليف، ومناظرات ومحاورات، وصداقات وخصومات، وأخيرا أسر وسجن، ثم عزلة وعمى! لم يختزن مالا، ولا بنى قصرا، ولم يخلف غير كتبه وأشعاره.

صوت اليمن والإسلام

  لقد كان صوت أحمد بن سليمان يمثل بحق (صوت اليمن) العربي المسلم بين ضجيج شظايا (آل نجاح) وحشرجات المماليك والعبيد، تحاصرهم وتطاردهم صرخات (ابن مهدي) الجبار الغشوم في (زبيد)، وتمتمات وزمزمات آل (زريع) في (عدن) و (زوامل) مشايخ (جنب) ترعب (ذمار) ومخاليفها، وأشعار وأراجيف (آل حاتم) تقلق (صنعاء) وأعمالها، حتى حدود بلاد الأهنوم، حيث (أولاد القاسم العياني وأحفاده) يتخطّرون في عناد، ما بين (شهارة) و (الشرفين) و (مسور)، ويتقارعون مع (آل أبي الحفاظ) سلاطين (حجور) و (أحفاد الهادي) في (صعدة) يتنابزون، و (الأشراف) في (المخلاف) يتشاجرون مع الجميع