حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في واجبات اللسان

صفحة 285 - الجزء 1

  روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «ثلاثة لا يستخفّ بحقّهم إلا منافق بيّن النّفاق: الإمام المقسط⁣(⁣١)، وذو الشيبة في الإسلام، ومعلم الخير».

  ويحرم الكذب على جميع الناس.

  ويحرم من النطق: الحكم بغير ما أنزل اللّه.

  ومما يحرم النطق به: شهادة الزّور، قال اللّه تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً}⁣[الفرقان: ٧٢]، وقال اللّه تعالى:

  {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}⁣[الحج: ٣٠].

  ومما يحرم النطق به: مخاصمة أهل الحقّ، والمجادلة بالباطل؛ قال اللّه تعالى: {هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ}⁣[الحج: ١٩]، وقال تعالى: {ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ}⁣[غافر: ٤]، ومن المجادلة في آيات اللّه قول من يقول:

  لم ينزل كتاب اللّه. وقول من يقول: ليس يسمع كتاب اللّه.

  ويحرم على الجنب والنّفساء والحائض قراءة القرآن.

  ومما يحرم النّطق به: الغيبة، قال اللّه تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}⁣[الحجرات: ١٢].

  ويحرم النّطق باليمين الكاذبة، وبالنّميمة⁣(⁣٢)، قال اللّه تعالى:

  {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ١٠ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}⁣[القلم: ١٠ - ١١]، وروي عن


(١) في (ص): إمام مقسط.

(٢) في (ض): والنميمة.