فصل في الكلام في واجبات اللسان
  روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «ثلاثة لا يستخفّ بحقّهم إلا منافق بيّن النّفاق: الإمام المقسط(١)، وذو الشيبة في الإسلام، ومعلم الخير».
  ويحرم الكذب على جميع الناس.
  ويحرم من النطق: الحكم بغير ما أنزل اللّه.
  ومما يحرم النطق به: شهادة الزّور، قال اللّه تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً}[الفرقان: ٧٢]، وقال اللّه تعالى:
  {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[الحج: ٣٠].
  ومما يحرم النطق به: مخاصمة أهل الحقّ، والمجادلة بالباطل؛ قال اللّه تعالى: {هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ}[الحج: ١٩]، وقال تعالى: {ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ}[غافر: ٤]، ومن المجادلة في آيات اللّه قول من يقول:
  لم ينزل كتاب اللّه. وقول من يقول: ليس يسمع كتاب اللّه.
  ويحرم على الجنب والنّفساء والحائض قراءة القرآن.
  ومما يحرم النّطق به: الغيبة، قال اللّه تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: ١٢].
  ويحرم النّطق باليمين الكاذبة، وبالنّميمة(٢)، قال اللّه تعالى:
  {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ١٠ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}[القلم: ١٠ - ١١]، وروي عن
(١) في (ص): إمام مقسط.
(٢) في (ض): والنميمة.