صوت اليمن والإسلام
  وصوت هذا الشاب العالم الشاعر الزاهد الشجاع يدوي بين كل تلك (التشويشات) في صفاء ويقين وعزم وتصميم. لقد كان بحق (صوت اليمن) العربية المسلمة)(١).
  ويقول شيخنا السيد العلامة الحجة مجد الدين بن محمد - أيده اللّه تعالى - مترجما للإمام أحمد بن سليمان #: (اجتمع لديه من سلالة الوصي ثلاثمائة رجل من أهل البسالة والعلم، ومن سائر العلماء ألف وأربعمائة رجل، منهم: القاضي العلامة إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث، المتوفى سنة خمس وخمسين وخمسمائة ¥ واستفاض على جميع اليمن، وخطب له بينبع وخيبر، وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم، ودخل إلى جهات صعدة في قدر عشرين ألفا من فارس وراجل.
  ومن ملاحمه العظام التي هدّ بها أركان الملحدين الطغام، وقعة في اليمن انجلت عن خمسمائة قتيل وخمسمائة أسير، وكانت خيله في هذه الوقعة ألفا وثمانمائة فرس، وقد كان أشرف أصحابه على الهلاك، فمد الإمام يده إلى السماء، وقال: (اللهم إنه لم يبق إلا نصرك)، فأرسل اللّه عليهم ريحا عاصفا، فاستقبلت وجوه القوم، فحمل الإمام وحمل أصحابه، وانهزم أعداؤه، وقد أشار إلى هذه الوقعة الوصي # وإلى الموضع الذي وقعت فيه)(٢).
(١) تاريخ اليمن الفكري: ٤٥٦ - ٤٥٧.
(٢) التحف شرح الزلف: ١٠٧.