فصل في الكلام في التوبة
  وروي عن علي # [أنه](١) قال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «من قال: (أستغفر اللّه الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه) غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ورمل عالج».
  قال السيد أبو طالب: والمراد: يقوله ويضم إليه عقد القلب في الندم على ما كان منه، والعزم على ترك أمثاله(٢). فأما(٣) حقوق الآدميين فإنه يجب عليه الخروج (إليهم)(٤) منها، فإن كان الحق في دم أقاد نفسه للقصاص، وإن كان في مال قضاه من ماله، وإن كان في عرض سأله الحلّ إذا اغتابه وبلغته الغيبة، وإن لم تبلغه(٥) لم يعلمه وتاب إلى اللّه تعالى؛ ولأنه إذا أعلمه(٦) بشيء لم يعلمه من قبل أدخل عليه الغم.
  والغيبة هي أن يتكلم على المؤمن في غيبته بما لا يتكلم في حضرته؛ يريد بذلك نقصه وإظهار عيبه، وهو(٧) أن يذكر منه ذنب فعله(٨) ويمكن أن يكون قد تاب منه فيسميه باسم قد خرج منه،
(١) زيادة في (ط).
(٢) قوله: (قال السيد أبو طالب #: المراد: يقوله) يعني: يقول هذا الاستغفار، الذي هو:
(استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه) ويضمّ إلى هذا الاستغفار عقد القلب في الندم على ما كان منه، والعزم على ترك أمثاله. تمت.
(٣) في (ج، س، م): وأما.
(٤) ساقط في (ج، س، م).
(٥) في (ط): وإن لم يكن بلغته. وفي (ع): وإن لم يكن تبلغه. وفي (س): وإن لم تكن بلغته.
وفي (م): وإن لم تكن تبلغه.
(٦) في (أ): إذا علمه.
(٧) في (ب، ع): وهي.
(٨) في (ص، ش): ذنب فعل فعله. وفي (ج): ذنبا فعله.