حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في التوبة

صفحة 309 - الجزء 1

  وترك الواجبات، والعزم على أن لا يفعل معصية، ولا يترك واجبا، والخروج عن المظالم⁣(⁣١).

  ومن الندم أن لا يتوب من ذنب ويرتكب ذنبا مثله؛ وهذا مرويّ عن القاسم بن إبراهيم #، وهو قول جميع الزيدية، وبه قال أبو هاشم وأكثر المعتزلة. وقال أبو علي وأبو القاسم البلخي: (تصح توبته من ذنب، وإن كان مصرّا على غيره⁣(⁣٢)) وهذا لا أصل له؛ لأن من اعتذر إلى زيد في قتل ولده، وهو مع ذلك غير مقلع عن ظلمه لا يكون معذورا⁣(⁣٣) في قتله، وكذلك من امتنع من شرب الخل لحموضته فأكل أحماض الأترنج⁣(⁣٤) لا يكون ممتنعا من الحامض فصح أنه لا يكون تائبا ما دام مصرّا على معصية⁣(⁣٥). والصغائر مع الإصرار تكون كبائر (وهو قول الناصر #)⁣(⁣٦).


(١) في (ص، ل، م): من المظالم.

(٢) في (ط، ل): على ذنب غيره.

(٣) في (ج، ه، ل): لا يكون معتذرا.

(٤) في (ب): حماض الأترنج. وفي (ع): حامض الأترنج.

(٥) في (ش): على معصيته.

(٦) ساقط في (ض).