معاركه مع المتمردين
  وتغلقوا الحصون، وعاد الإمام # بعسكره إلى محطتهم فأقاموا بها ليلتين، ثم تقدم الإمام # إلى نحو صنعاء، وقد كان أمّن أهلها فحط بالقرب منها، ولم يدخل بالعسكر خوفا من معرّتهم بأهل المدينة، ثم أمر بخراب درب غمدان الذي عمره حاتم بن أحمد، وكانت فيه عناية أكيدة جدا فعفيت آثاره، وبعد هذه الوقعة خضعت له # الملوك الأكابر، وذلت له الليوث القساور، وأقام # في ناحية بيت بوس، حتى بذلت فيه الأموال الجليلة من حاتم بن أحمد إلى مائة ألف من محمد بن سبأ صاحب عدن سوى الأطيان وغيرها، فسلم اللّه من مكرهم ...)(١).
  وقد سجل الشاعر القاضي محمد بن عبد اللّه الحميري | أحداث هذه المعركة في أبيات أرى من الضرورة إيرادها لما لها من أهمية في وصف المعركة، إضافة إلى هذا كونها من شاعر شارك فيها برمحه وسيفه:
  تهنى بك الأعياد إذ أنت عيدها ... وإذ أنت منها بدرها وسعودها
  سبقت إلى غايات كل فضيلة ... بعلياء تبديها لنا وتعيدها
  أقمت منار الدين يا ابن محمد ... وصرت كمثل الشمس باد عمودها
  فأشرقت الآفاق منك بغرّة ... كثير لرب العالمين سجودها
  ألست الذي أحييت دين محمد ... وأسيافه مذ كلّ منها جديدها
  ألست الذي ذكّرتنا وقعاته ... وبيض الليالي قد محتها وسودها
  بنجران والغيل الشهير وصعدة ... وصنعاء والجوفين باق شهودها
(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤٠ - ٢٤١.