فصل في الكلام في الرزق
  ومن البلية أيضا: متشابه القرآن، فإنه لو كان كله محكما لم يحتج أحد بعده إلى العلماء، ولما وجد المخالف للحق سببا يتعلق به، ولو كان ذلك كذلك لزال الامتحان وسقط التكليف.
  ومن البلية: موت رسول اللّه ÷ ومن تخلّفه(١)، فبسبب موته وقع الاختلاف.
  ومن البلايا: معادات أعداء اللّه، والجهاد في سبيل اللّه، ولولا ذلك لما عرف الصابر من العاجز المتواني، قال اللّه تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: ١٤٢].
فصل في الكلام في الرزق
  اعلم أن الرزق جعله اللّه للناس، والدواب، والطير، متاعا، وجعل هذه الأصناف لا تحيا إلا به، وجعل الحاجة إليه بليّة.
  واعلم أن الرزق ينقسم قسمين: فقسم منه أنعم اللّه به على عباده؛ كالمواريث والمطر والشجر والثمر والعافية وتمام الاستطاعة، وأمثال ذلك. وقسم يحصل بالاكتساب والطلب؛ كالتجارة والضّرب في الأرض، والإجارة والصناعة والحرث، وأشباه ذلك. فجعل اللّه بعض الرزق لا يحصل إلا بالاكتساب. والطلب بلية ومحنة وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال لعلي #: «يا علي غمّ العيال ستر
(١) في (ب): ومن يخلفه. وفي (ط): ومن خلفه.