فصل في الكلام في الرزق
  النبيء ÷ فسألتيه، فأتته وكانت عنده(١) أم أيمن، فدقت الباب، فقال رسول اللّه ÷: «إن هذا الداق فاطمة، وقد أتتنا في ساعة ما عوّدتنا أن تأتينا في مثلها، فقومي فافتحي لها الباب»، فقال #: «يا فاطمة لقد أتيتنا في ساعة ما عوّدتنا أن تأتينا في مثلها؟» فقالت:
  يا رسول اللّه هذه الملائكة إن(٢) طعامها التسبيح والتهليل، والتّحميد والتّمجيد، فما طعامنا؟ قال(٣): «والذي نفس محمد بيده ما اقتبس لآل محمد نار منذ ثلاثة أيام، وقد أتينا بأعنز فإن شئت فخذي خمس أعنز، وإن شئت علّمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل #؟» قالت(٤): بل علّمني الكلمات، قال: قولي: «يا أول الأوّلين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا رازق المساكين، ويا أرحم الراحمين» فانصرفت حتى دخلت على عليّ # فقال: ما وراءك؟
  فقالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا فأتيتك بالآخرة، قال: خير أيّامك، خير أيامك).
  فاختار ÷ الفقر له، ولأهل بيته $، وكان الغنى ممكنا له، لما روي عن محمد بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه قال: لبث رسول اللّه ÷ ثلاثة أيام لم يطعم شيئا(٥) فخرج علينا اليوم الرابع مستبشرا مسرورا، فقلنا له: بشرك اللّه يا رسول اللّه، وأقرّ عينك،
(١) في (ج، م): وكان عنده.
(٢) في (س): إن هذه الملائكة.
(٣) في (ص): فقال.
(٤) في (ص): فقالت.
(٥) في (ت، م): لا يطعم شيئا.