حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الرزق

صفحة 320 - الجزء 1

  النبيء ÷ فسألتيه، فأتته وكانت عنده⁣(⁣١) أم أيمن، فدقت الباب، فقال رسول اللّه ÷: «إن هذا الداق فاطمة، وقد أتتنا في ساعة ما عوّدتنا أن تأتينا في مثلها، فقومي فافتحي لها الباب»، فقال #: «يا فاطمة لقد أتيتنا في ساعة ما عوّدتنا أن تأتينا في مثلها؟» فقالت:

  يا رسول اللّه هذه الملائكة إن⁣(⁣٢) طعامها التسبيح والتهليل، والتّحميد والتّمجيد، فما طعامنا؟ قال⁣(⁣٣): «والذي نفس محمد بيده ما اقتبس لآل محمد نار منذ ثلاثة أيام، وقد أتينا بأعنز فإن شئت فخذي خمس أعنز، وإن شئت علّمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل #؟» قالت⁣(⁣٤): بل علّمني الكلمات، قال: قولي: «يا أول الأوّلين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا رازق المساكين، ويا أرحم الراحمين» فانصرفت حتى دخلت على عليّ # فقال: ما وراءك؟

  فقالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا فأتيتك بالآخرة، قال: خير أيّامك، خير أيامك).

  فاختار ÷ الفقر له، ولأهل بيته $، وكان الغنى ممكنا له، لما روي عن محمد بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه قال: لبث رسول اللّه ÷ ثلاثة أيام لم يطعم شيئا⁣(⁣٥) فخرج علينا اليوم الرابع مستبشرا مسرورا، فقلنا له: بشرك اللّه يا رسول اللّه، وأقرّ عينك،


(١) في (ج، م): وكان عنده.

(٢) في (س): إن هذه الملائكة.

(٣) في (ص): فقال.

(٤) في (ص): فقالت.

(٥) في (ت، م): لا يطعم شيئا.