المؤلف
  ويوم نهضنا من ذمار بخيلنا ... وزيد بن عمرو يوم ذاك عميدها
  كتائب من جنب بن سعد ومذحج ... تعادي بهم خيل خفاف لبودها
  يهزّون أطراف الوشيج كأنما ... عليها سيوف فارقتها غمودها
  فلما وصلنا نجد شيعان أقبلت ... علينا الأعادي كهلها ووليدها
  وظنوا ظنونا في الخلاء كذبنهم ... أليس عن الأخياس تحمي أسودها
  ولما أطل الموت واشتجر القنا ... ودارت رحاها واستتبّ وقودها
  ركزت لهم صدر القناة كأنما ... جبال ثبير ثمّ أرسا ركودها
  وقلت لمرّ النفس صبرا فهذه ... حياض الردى حقا وأنى ورودها
  فإن لم يكن نصر وإلا شهادة ... تكون خلاصا لي فتلك أريدها
  وواساك من أهل الديانة عصبة ... كثير إذا شدّت قليل عديدها
  فليت قبورا بالمدينة بشرت ... بما فعلت من بعد حين جنودها
  صعقنا عليهم صعقة مذحجية ... فكادت لها تلك الجبال تميدها
  فيا للآكام السود لولا صعودها ... لقد كادت الأبطال جمعا تبيدها
  فخمس مئين حزّ منها وريدها ... وخمس مئين ثقّلتها قيودها
  وطاروا إلى روس الجبال شلائلا ... من الخوف فيها خافقات كبودها
  وسرنا لغمدان المنيف فأصبحت ... ذوائبه في الترب ثاو مشيدها
  وأضحى ابن عمران المتوّج حاتم ... يقول ألا عفوا فلست أعودها
  وأنت بنفس لا يزال نفيسها ... إلى كل مجد أو طعان يقودها
  فيا ابن أمير المؤمنين ومن له ... سوابق مجد ليس يحصى عديدها
  إذا طلبت همدان منك إقالة ... وسنحان يوما واستقام أويدها
  فعد لهم بالصفح منك وبالرضى ... فلن يبلغ الغايات إلا معيدها