حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الآجال

صفحة 346 - الجزء 1

  وفي تفضيل بعض الناس على بعض⁣(⁣١) ما يقول اللّه تعالى:

  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[الأنعام: ١٦٥] فبيّن تعالى الحكم والعلّة، وقال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا}⁣[الإسراء: ٢١].

  وروي عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه ÷: «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم من قبلكم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل أهل الكتابين قبلكم كمثل رجل استعمل رجلا عملا فقال: من يعمل إلى نصف النهار بقيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل إلى صلاة العصر بقيراط؟ فعملت النصارى على ذلك ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس بقيراطين، (قال)⁣(⁣٢) فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: نحن أكثر أعمالا وأقلّ عطاء».

  وقال القاسم بن إبراهيم @ في كتاب تثبيت الإمامة:

  (الحمد للّه فاطر السماوات والأرض، مفضل بعض مفطورات خلقه⁣(⁣٣) على بعض، بلوى منه تعالى للمفضّلين بشكره، واختبارا للمفضولين بما أراد في ذلك من أمره، ليزيد الشاكرين في الآخرة بشكرهم من تفضيله، وليذيق المفضولين بسخط إن كان منهم في ذلك من تنكيله،


(١) في (ض): وفي تفضيل الناس بعضهم على بعض.

(٢) ساقط في (ع).

(٣) في (ب، ت): بعض مفطور خلقه.