فصل في الكلام في الآجال
  ابتداء في ذلك للفاضلين بفضله، وفعلا فعله في المفضولين عن عدله)(١).
  ومثل هذا موجود كثير في الكتاب والسنة، وقد جعل اللّه اختلاف الأشياء، وتفضيل بعضها على بعض من آياته، قال عز من قائل:
  {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الرعد: ٤].
  واعلم أن الزيادة من اللّه لبعض خلقه لا تدخل عليه جورا ولا ظلما بل قد أعطى كل واحد من المكلفين في الدنيا من الاستطاعة ما يبلغ به مراده في الدنيا والآخرة، وزاد بعض المكلفين ما شاء في الدنيا والآخرة، واقتنع كلّ بما أعطاه(٢) في آخرته ودنياه.
(١) في (ص): عن عدالة.
(٢) في (ع، ب): وأقنع كلا بما أعطاه.