حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

المؤلف

صفحة 38 - الجزء 1

  شيّد للإسلام في الأرض العز بنيانا، وأعلى له أركانا، وكانت كثير من وقعاته على الباطنية الملحدة أقماهم اللّه تعالى حتى دمرهم تدميرا، وأنزل بهم ويلا وثبورا، بعد أن كانت قد تسعرت نارهم، وسطع شرارهم، فطمس اللّه بحميد سعيه # ربوعهم، وفرّق جموعهم، وكانوا بين قتيل وطريد تصديقا لقول النبي ÷: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي، موكلا يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين».

  فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على اللّه⁣(⁣١).

  من أوائل الداعين إلى وحدة اليمن شمالا وجنوبا

  وقد سعى الإمام أحمد بن سليمان # بكل ما أوتي من قوة إلى توحيد اليمن شمالا وجنوبا، ودعى إلى القضاء على الدويلات والمشيخات التي فصلت أجزاء الوطن اليمني، يقول المؤرخ المعاصر أحمد الشامي: (وكان يريد أن يوحّد اليمن ويقضي على الدويلات الطفيلية والمشيخات الجائرة، والسلطنات الطائفية، ولكن صرامته فيما يعتقده حقا وصوابا وواجبا دينيا، قد حرّمت عليه التلاعب السياسي، والمبررات الماكرة، التي ربما تمكن بها من الوصول إلى تحقيق ما يريده ويهواه، لو كان ما يريده ويهواه الجاه والسلطان وحطام الدنيا من مال وخول، فقد أبى أن يولّي سلاطين الجور على بلدانهم،


(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤.