حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في معاني القرآن

صفحة 391 - الجزء 1

  ولأنهم خزنة الجنة وخزنة النار، وقد قال اللّه تعالى في خزنة النار:

  {عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ}⁣[المدثر: ٣٠ - ٣١]، وصح⁣(⁣١) أن الثمانية والتّسعة عشر الأصناف⁣(⁣٢) كما ذكرنا لقول اللّه تعالى: {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}⁣[المدثر: ٣١].

  واعلم: أن من الكتاب ما لم يطلع اللّه على علمه أحدا مثل قوله تعالى: {ألم}، وقوله: {المص}، و {المر}، و {الر}، و {كهيعص}، و {طه}، و {ص}، و {حم}، و {حم ١ عسق}، وأمثال ذلك، فإن هذه الحروف لم يطّلع على علمها أحد من الناس⁣(⁣٣)، ولو أعلم اللّه بها النبيء ÷ لأعلم بها النبيء ÷ أمته.

  وقد مدح اللّه تعالى الراسخين في العلم فسمّاهم بالرسوخ، فقال تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا}⁣[آل عمران: ٧]، وقال اللّه تعالى للملائكة À: {أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٣١ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا}⁣[البقرة: ٣١ - ٣٢]،


(١) في (س): فصح.

(٢) المراد بالثمانية، والتسعة عشر - المذكورين في الآيتين - الأصناف، يعني ثمانية أصناف، وتسعة عشر صنفا. لا أن المراد أعداد الآحاد على معنى ثمانية أملاك وتسعة عشر ملكا. واللّه أعلم، وهذا على ما ظهر من كلام المؤلف #. تمت.

(٣) في (س، ط، ع): لم يطلع اللّه على علمها أحدا.