حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الناسخ والمنسوخ

صفحة 395 - الجزء 1

  لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}⁣[البقرة: ١٨٧]. معنى قوله: {وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} يريد: ابتغوا الولد. وروي عن رسول اللّه ÷ أنه سئل عن تفسير الخيط الأبيض من الخيط الأسود فقال: «الليل والنهار».

  ومما نسخ: نكاح المتعة، وهو قول اللّه تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}⁣[النساء: ٢٤] نسخها قول اللّه تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}⁣[الطلاق: ١]. وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه اعتمر فشكا إليه الناس العزبة، فقال: «استمتعوا من هذه النساء، واجعلوا الأجل بينكم وبينهن ثلاثة أيام» فلما كان اليوم الثالث أو الرابع من قوله خرج رسول اللّه ÷ حتى وقف بين الركن والمقام، وأسند ظهره إلى الكعبة ثم قال: «يا أيها الناس إني كنت قد أمرتكم بالاستمتاع، ألا وإن اللّه قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا».

  وروي أنه قال في آخر كلامه: «متعة النساء حرام، متعة النساء حرام» قال ذلك ثلاث مرات.

  وروي عن أمير المؤمنين # أنه مرّ بعبد اللّه بن العباس وهو يفتي بنكاح المتعة، فقال أمير المؤمنين #: «قد نهى رسول اللّه ÷ عنها، وعن لحوم الحمر الأهلية».

  والأمة مجمعة على تحريم المتعة، إلا الإمامية فإنهم يرونها.