حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الناس في النبيء ÷

صفحة 427 - الجزء 1

  لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}⁣[الجمعة: ٢ - ٤]، فختم اللّه به الرسل، ونسخ بملّته الملل⁣(⁣١)، فالحمد للّه على فضله.

فصل في الكلام في اختلاف الناس في النبيء ÷

  فإنه لا خلاف بين الأمة فيما ذكرنا من نبوءة نبيئنا محمد ÷، وأنه خاتم النبيين، وسيد المرسلين، ورسول رب العالمين، وبمعجزاته⁣(⁣٢)، وأن كل ما جاء به ÷ حق، وجميع ما نطق به ÷ صدق، وإنما وقع الخلاف بيننا وبين الكفار؛ فإن كفار العرب وكفار العجم جحدوا محمدا ÷ وما جاء به من ربه.

  وقالت البراهمة بالتكليف العقلي، ونفوا التكليف الشرعي، وجحدوا الرسل، وعلتهم أن الصانع عالم حكيم، والعالم الحكيم لا يرسل الرسل وهو يعلم أنه يعصى.

  ومنهم من يقرّ بآدم و [منهم من يقر]⁣(⁣٣) بولده شيث @.

  ومنهم من يقرّ بآدم #.

  والحجّة على الذين نفوا جميع الأنبياء قريبة؛ وذلك أنهم قد أقروا


(١) في (ش): جميع الملل.

(٢) في (ه، ل): ومعجزاته.

(٣) زيادة في (ص).