حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $

صفحة 429 - الجزء 1

  ولأن تبلغ الحجّة على العاصين فكذلك الإرسال من اللّه تعالى.

  وأنكرت اليهود نسخ الشرائع مع جحدهم لمحمد ÷ وقد عرفوه ووجدوه مكتوبا عندهم في التوراة كما قال تعالى: {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ}⁣[الأعراف: ١٥٧]. ورووا عن موسى # أنه قال: (إن شريعتي لا تنسخ أبدا).

  وأقروا بأن قبلة إبراهيم # كانت الكعبة. وإذا جاز نسخ الكعبة لموسى # إلى بيت المقدس، جاز نسخ بيت المقدس لمحمد ÷ إلى الكعبة، فبطل قولهم: إن الشريعة لا تنسخ.

  وأما ما رووا من قول موسى #: (إن شريعتي لا تنسخ أبدا).

  فإن شيوخ المعتزلة ذكروا أن العلماء من اليهود الذين يرجع إلى قولهم لم يذكروا أكثر من أن موسى # قال لهم: (إن تمسكتم بشريعتي حييتم أبدا).

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $

  اعلم أن الأنبياء À بشر من الناس، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق - كما قال اللّه تعالى - وأنهم مركبون على الشهوات⁣(⁣١) والكراهة، والغفلة والذّكر والنسيان إلا في تبليغ ما أمروا به فإنهم معصومون عن النسيان والغفلة والسهو والكذب؛ لأن اللّه قد


(١) في (ش، ع، ب): على الشهوة.