حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $

صفحة 432 - الجزء 1

  وذلك قول اللّه تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً}⁣[النساء: ٤٣]، وأحلّ لي المغنم ولم يحل للأنبياء قبلي⁣(⁣١) وذلك قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}⁣[الأنفال: ٤١]، ونصرت بالرّعب على مسيرة شهر، وفضّلت على الأنبياء بثلاث: تأتي أمتي يوم القيامة غرّا محجلين معروفين من بين الأمم، ويأتي المؤذنون يوم القيامة أطول الناس أعناقا ينادون بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه، والثالثة⁣(⁣٢) ليس من نبيء إلا وهو يحاسب يوم القيامة بذنب غيري؛ لقول اللّه تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ}⁣[الفتح: ٢]».

  فدل هذا الخبر على صحة ما قلنا في خطايا الأنبياء. ودل أيضا على أن محمدا رسول اللّه أفضل المرسلين، ويؤيد ذلك ما روي عنه ÷ أنه قال: «من صلى عليّ صلاة صلى اللّه عليه بها عشر صلوات ومحا عنه عشر سيئات واستبق ملكاه الموكلان به أيّهما يبلّغ روحي منه السلام».

  وقال ÷: «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال، واسألوا اللّه لي الدرجة الوسيلة من الجنة، قيل:

  يا رسول اللّه وما الدرجة الوسيلة من الجنة؟ قال: هي أعلا درجة من الجنة لا ينالها إلا نبيء أرجو أن أكون أنا هو»، فصح أنه ÷ أفضل الأنبياء.

  ومما يدل على أن النبيء يسهو وينسى ما روي عن رسول اللّه ÷ أنه صلى بجماعة الظّهر خمس ركعات، فقال له بعض القوم:

  يا رسول اللّه هل زيد في الصلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قال: صليت


(١) في (ع): من قبلي.

(٢) في (ع، ب): الثالثة.