حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

(12) باب حقيقة معرفة الإمام

صفحة 437 - الجزء 1

(١٢) باب حقيقة معرفة الإمام

  اعلم أنه لمّا كانت النبوءة لا تحصل لأحد بعد رسول اللّه ÷، وأن اللّه قد ختم به الرسل كما قال تعالى: {وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ}⁣[الأحزاب: ٤٠]، وقال رسول اللّه ÷: «لا نبيء بعدي». وكان الناس محتاجين إلى من يقوم [في]⁣(⁣١) مقام النبيء ÷ لينفّذ الأحكام، ويحل الحلال، ويحرم الحرام، ويكفل الضعفاء والأيتام، وينصف المظلومين⁣(⁣٢) من الظالم، ويدعو إلى عز الإسلام وبناء المكارم، ويدفع كل خائن وغاشم، ويدعو إلى الجهاد في سبيل رب العالمين، ويعزّ المؤمنين، ويذل الفاسقين؛ حكم العقل بوجوب قيام إمام من المؤمنين لصلاح الإسلام والمسلمين، وحكم العقل بأنه إن لم يقم إمام أن الإسلام يضعف، وأن الكفر يتقوّى، وأن الفساد يلحق جميع الناس، فوجب قيام الإمام بعد النبيء ÷. وكذلك القول إذا مات الإمام، أو قتل أنه يجب قيام إمام بعده، إلى آخر الدّهر.

  وحكم العقل أيضا بأن الإمام بعد النبيء ÷ يكون مختارا ولا يكون في الأمة من هو أفضل منه، وأن يكون جامعا للخصال المحمودة ولا يكون في الأمة من هو أجمع منه للمحامد.


(١) زيادة في (ب، ي).

(٢) في (ع): المظلوم.