فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $
  فمن الخلال(١) المحمودة: أن يكون أقرب الناس إلى النبيء ÷، وأن يكون أسبقهم إلى طاعته، وأن يكون أكثرهم بذلا وعناء معه، وأن يكون أعلم الناس بالكتاب والسّنّة، وأن يكون أسخاهم بماله ونفسه.
  والأمة مجمعة على أنّ هذه الخلال(٢) كلها في علي أمير المؤمنين # وقائد الغر المحجّلين دون غيره من الأمة.
  ومما يؤيد ما قلنا من الكتاب - في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيام الإمام ووجوب دعوته إلى اللّه - قول اللّه تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣]، وقال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: ١٠٤]، وقال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ...} الآية [النساء: ١٣٥]، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...}[آل عمران: ١١٠]، وقال تعالى: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، وقال تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} ... إلى قوله: {وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف: ١٥٩ - ١٦٤]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ}[السجدة: ٢٣ - ٢٤]، وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ
(١) في (ص): فمن الخصال.
(٢) في (ص): الخصال.