حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $

صفحة 438 - الجزء 1

  فمن الخلال⁣(⁣١) المحمودة: أن يكون أقرب الناس إلى النبيء ÷، وأن يكون أسبقهم إلى طاعته، وأن يكون أكثرهم بذلا وعناء معه، وأن يكون أعلم الناس بالكتاب والسّنّة، وأن يكون أسخاهم بماله ونفسه.

  والأمة مجمعة على أنّ هذه الخلال⁣(⁣٢) كلها في علي أمير المؤمنين # وقائد الغر المحجّلين دون غيره من الأمة.

  ومما يؤيد ما قلنا من الكتاب - في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيام الإمام ووجوب دعوته إلى اللّه - قول اللّه تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[فصلت: ٣٣]، وقال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣[آل عمران: ١٠٤]، وقال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ...} الآية [النساء: ١٣٥]، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...}⁣[آل عمران: ١١٠]، وقال تعالى: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٩]، وقال تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} ... إلى قوله: {وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}⁣[الأعراف: ١٥٩ - ١٦٤]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ}⁣[السجدة: ٢٣ - ٢٤]، وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ


(١) في (ص): فمن الخصال.

(٢) في (ص): الخصال.