حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء $

صفحة 439 - الجزء 1

  الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ١٤٠ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ ١٤١ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}⁣[آل عمران: ١٤٠ - ١٤٢]، وقال تعالى: {وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج: ٧٨]، وقال تعالى: {وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}⁣[البقرة: ١٤٣]، ومعنى قوله: {وَسَطاً} أي خيارا، قال الشاعر:

  هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

  وقال تعالى يذم من لا ينهى عن المنكر: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ}⁣[المائدة: ٧٨ - ٧٩]. وقال رسول اللّه ÷: «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليسلطنّ اللّه عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»، وروي أنه قال:

  «مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر ولو حبوا»، وروي عنه ÷ أنه قال: «لا يحل لعين ترى اللّه يعصى فتطرف حتى تغيّر أو تنصرف»⁣(⁣١).

  وروي عنه ÷ أنه قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» فثبت ما ذكرنا من وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،


(١) في نسخة: أو تنتقل.