فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  من طريق العقل والكتاب والسنة، وهو إجماع الأمة. وكذلك(١) وجب تقديم الأفضل لقول اللّه تعالى: {أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى}[يونس: ٣٥]، وقال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ}[الزمر: ٩]، وقال تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: ٢٨].
فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  وقد ذكرنا فيما تقدم أن الأمة مجمعة على أنه(٢) ما جمع الخلال المحمودة بعد النبيء ÷ غيره.
  فأول الخلال المحمودة: القرابة من رسول اللّه ÷، فإنه أخو رسول اللّه ÷ وابن عمه وزوج ابنته، وأبو سبطيه.
  ومنها: السبق بالإيمان، والأمة مجمعة (على)(٣) أنه أول رجل آمن برسول اللّه ÷، وهي مجمعة على أنه ما عبد صنما، ولا أشرك باللّه.
  وغيره - من أجلّاء الصحابة - آمن بعد الشرك.
  ومنها: أنه أكثر الناس عناء وجهادا مع رسول اللّه ÷، ومن عنائه وبذله لنفسه(٤) دون رسول اللّه ÷: أنه فداه بنفسه ليلة رقد على فراشه.
(١) في (ش): ولذلك.
(٢) في (ع، ب): على أن.
(٣) ساقط في (ع، ش).
(٤) في (م، ي، د): أنه بذل نفسه.