حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

صفحة 440 - الجزء 1

  من طريق العقل والكتاب والسنة، وهو إجماع الأمة. وكذلك⁣(⁣١) وجب تقديم الأفضل لقول اللّه تعالى: {أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى}⁣[يونس: ٣٥]، وقال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ}⁣[الزمر: ٩]، وقال تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}⁣[فاطر: ٢٨].

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

  وقد ذكرنا فيما تقدم أن الأمة مجمعة على أنه⁣(⁣٢) ما جمع الخلال المحمودة بعد النبيء ÷ غيره.

  فأول الخلال المحمودة: القرابة من رسول اللّه ÷، فإنه أخو رسول اللّه ÷ وابن عمه وزوج ابنته، وأبو سبطيه.

  ومنها: السبق بالإيمان، والأمة مجمعة (على)⁣(⁣٣) أنه أول رجل آمن برسول اللّه ÷، وهي مجمعة على أنه ما عبد صنما، ولا أشرك باللّه.

  وغيره - من أجلّاء الصحابة - آمن بعد الشرك.

  ومنها: أنه أكثر الناس عناء وجهادا مع رسول اللّه ÷، ومن عنائه وبذله لنفسه⁣(⁣٤) دون رسول اللّه ÷: أنه فداه بنفسه ليلة رقد على فراشه.


(١) في (ش): ولذلك.

(٢) في (ع، ب): على أن.

(٣) ساقط في (ع، ش).

(٤) في (م، ي، د): أنه بذل نفسه.