حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

صفحة 443 - الجزء 1

  وخروج علي # للّحاق، فأمر رسول اللّه ÷ مناديا فنادى بالتّعريس في مكانكم، فاجتمع الناس إليه يسألونه عن التعريس في غير وقت التعريس، فأخبرهم بما أتى به جبريل عن اللّه ø، وأخبرهم أن اللّه تعالى أمره أن يستخلفه في المدينة قال:

  فركب بعض أصحاب النبيء ÷ ليتلقّوه، فما زالوا من مواضعهم إلا قليلا، وطلع عليهم عليّ # مقبلا فتلقاه رسول اللّه ÷ وحوله الناس، فقال له رسول اللّه ÷ وقد تلقاه ماشيا والناس حوله: «ما أقبل بك يا علي بن أبي طالب»، وهو يعانقه، فقصّ عليه القصة، فقال رسول اللّه ÷: «يا علي، ما خلفتك إلا بأمر اللّه سبحانه، وما كان يصلح هناك غيري وغيرك، أما ترضى أن تكون خليفتي كما استخلف موسى هارون، أما واللّه إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيء بعدي» فلما أقبل رسول اللّه قسم للناس⁣(⁣١) فدفع إلى علي سهمين، فأنكر ذلك قوم. فقال رسول اللّه ÷: «أيها الناس، هل أحد أصدق مني؟ قالوا: لا يا رسول اللّه، فقال: أيها الناس، أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام عسكرنا في الميمنة مرّة، وفي الميسرة مرّة؟ قالوا: رأيناه يا رسول اللّه فمن هو؟⁣(⁣٢) قال: ذلكم جبريل - صلى اللّه عليه - فقال لي: يا محمد إن لي سهما مما فتح اللّه عليك، وقد جعلته لابن عمك علي بن أبي طالب # فتسلمه إليه»⁣(⁣٣)، قال أنس بن مالك: فكنت ممن بشّر عليّا # بقول رسول اللّه ÷.


(١) في (ع): فقسم للناس.

(٢) في (ط، ه): من هو.

(٣) في (ع، ب): فسلمه إليه.