حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

صفحة 446 - الجزء 1

  الأحمر الذي غرسه اللّه تعالى في جنة عدن، فليتمسك بحبّ علي» #. وروي عنه ÷ أنه قال: «علي سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين» وهذا كثير.

  وقد روي عن ابن عباس: أنه مرّ بناس وهم يتناولون عليّا #(⁣١)، فوقف فقال: أيّكم سبّ اللّه؟ فقالوا: ما منّا أحد سب اللّه⁣(⁣٢). قال: فأيكم سبّ رسول اللّه؟ قالوا: ولا كان هذا. قال: فأيكم الساب عليّا؟⁣(⁣٣) قالوا: قد كان ذلك. قال: فإني سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «من سبّ عليّا فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ اللّه، ومن سبّ اللّه فهو في النار».

  وعن ابن عباس أيضا: أنه سأله رجل من أهل الشام من حمص عن علي #، وكان أهل حمص يلعنون عليّا، فقال له ابن عباس: له القرابة من رسول اللّه ÷، وهو أول الناس إيمانا، قال الشامي: هم لا يجحدون ذلك، ولكنه أحدث أحداثا، وهو أنه قتل قوما مسلمين، فقال له ابن عباس: مثل علي # كمثل العبد الصالح الذي لقيه موسى # فقصّ له قصته، ثم قال: وأخبرك أنّ رسول اللّه ÷ تزوّج زينب بنت جحش بعد ما طلقها زيد بن حارثة فأولم رسول اللّه ÷، وكانت وليمته الحيس⁣(⁣٤)، فكان⁣(⁣٥) يدعو كل


(١) في (ص، ع): وهم يتناقلون عن علي #.

(٢) في (أ): يسب اللّه.

(٣) في (ش): فأيكم الساب لعلي.

(٤) (الحيس): هو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن، وقد يجعل عوض الإقط الدقيق والفتيت. تمت نهاية.

(٥) في (ب): وكان.