فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  عشرة على قطعة ثم كانوا إذا فرغوا استأنسوا الحديث، فأنزل اللّه تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ}[الأحزاب: ٥٣]، قال: فلما نزلت هذه الآية كانوا إذا أكلوا قالوا: الحمد للّه المنعم المطعم ثم مضوا ولم ينتظروا الخرق ليمسحوا بها أيديهم. قال: فمكث رسول اللّه ÷ عندها أسبوعا ثم تحول إلى بيت أمّ سلمة ابنة أبي أميّة، فلبث عندها ليلتين(١)، فلما كان من الغد وقد تعالى النّهار أتى علي بن أبي طالب # فدقّ عليه الباب دقّا خفيفا، فعرفه رسول اللّه ÷، وأنكرت أمّ سلمة، قال(٢) النبيء ÷:
  «قومي يا أمّ سلمة فافتحي [له](٣) الباب، قالت: من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فأفتح له الباب؟ قال رسول اللّه ÷: إن طاعتي طاعة اللّه، ومن يطع الرسول فقد أطاع اللّه، قومي(٤) فافتحي الباب، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل في أمره، يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، فلما فتحت أم سلمة الباب أخذ بعضادتي الباب، فلما يزل(٥) قائما حتى خفي عليه الوطي ثم فتح ودخل، فقال رسول اللّه ÷: يا أم سلمة هل تعرفين الرجل؟ قالت:
  نعم يا رسول اللّه هو علي بن أبي طالب وهنيئا له، فقال النبيء ÷:
  لحمه لحمي، ودمه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيء بعدي، يا أم سلمة هذا علي سيد المسلمين، وأمير المؤمنين،
(١) في (ش، ع، ب): فلبث عندها ليلتها.
(٢) في (ص): فقال.
(٣) زيادة في (ص).
(٤) في (ب، ص، ط): فقومي.
(٥) في (ب، ع، د): فلم يزل.