حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

صفحة 447 - الجزء 1

  عشرة على قطعة ثم كانوا إذا فرغوا استأنسوا الحديث، فأنزل اللّه تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ}⁣[الأحزاب: ٥٣]، قال: فلما نزلت هذه الآية كانوا إذا أكلوا قالوا: الحمد للّه المنعم المطعم ثم مضوا ولم ينتظروا الخرق ليمسحوا بها أيديهم. قال: فمكث رسول اللّه ÷ عندها أسبوعا ثم تحول إلى بيت أمّ سلمة ابنة أبي أميّة، فلبث عندها ليلتين⁣(⁣١)، فلما كان من الغد وقد تعالى النّهار أتى علي بن أبي طالب # فدقّ عليه الباب دقّا خفيفا، فعرفه رسول اللّه ÷، وأنكرت أمّ سلمة، قال⁣(⁣٢) النبيء ÷:

  «قومي يا أمّ سلمة فافتحي [له]⁣(⁣٣) الباب، قالت: من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فأفتح له الباب؟ قال رسول اللّه ÷: إن طاعتي طاعة اللّه، ومن يطع الرسول فقد أطاع اللّه، قومي⁣(⁣٤) فافتحي الباب، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل في أمره، يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، فلما فتحت أم سلمة الباب أخذ بعضادتي الباب، فلما يزل⁣(⁣٥) قائما حتى خفي عليه الوطي ثم فتح ودخل، فقال رسول اللّه ÷: يا أم سلمة هل تعرفين الرجل؟ قالت:

  نعم يا رسول اللّه هو علي بن أبي طالب وهنيئا له، فقال النبيء ÷:

  لحمه لحمي، ودمه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيء بعدي، يا أم سلمة هذا علي سيد المسلمين، وأمير المؤمنين،


(١) في (ش، ع، ب): فلبث عندها ليلتها.

(٢) في (ص): فقال.

(٣) زيادة في (ص).

(٤) في (ب، ص، ط): فقومي.

(٥) في (ب، ع، د): فلم يزل.