حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 449 - الجزء 1

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

  فقالت الشيعة جميعا: الإمام علي بن أبي طالب⁣(⁣١) بعد رسول اللّه ÷، وحجتهم ما قد ذكرنا من العقل والكتاب والسنة.

  وقالت المعتزلة والمرجئة وأصحاب الحديث - وهم أهل الظاهر:

  الإمام أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.

  وجحدت الخوارج إمامة علي #.

  واستدل من قدّم على علي غيره بحجج لهم:

  منها: أنهم قالوا: أبو بكر صاحب رسول اللّه ÷ في الغار، وقد ذكره اللّه في كتابه فقال تعالى: {إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا}⁣[التوبة: ٤٠].

  ومنها: أنهم قالوا: إنه المولّى في الصلاة.

  ومنها: ما رووا عن النبيء ÷ أنه قال: «إن ولّيتم أبا بكر وجدتموه قويّا في دينه ضعيفا في بدنه، وإن وليتم عمر وجدتموه قويّا في دينه قويّا في بدنه، وإن وليتم عثمان وجدتموه هاديا مهديا، وإن وليتم عليّا - ولا أراكم تفعلون - أكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم».

  وبما رووا⁣(⁣٢) من قوله ÷: «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم


(١) في (ش، ي): الإمامة في علي بن أبي طالب #.

(٢) في (ص، ه): ولما رووا.