حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 451 - الجزء 1

  فلو لم ينحّه لكان ذلك فضلا. وأيضا فقد يجوز أن يصلي الرجل بأفضل منه، وقد روي أن رسول اللّه ÷ ولى ابن أمّ مكتوم على الصلاة بالمدينة.

  وأما ما رووا من قول رسول اللّه ÷: «إن ولّيتم أبا بكر وجدتموه قويّا في دينه ضعيفا في بدنه، وإن وليتم عمر وجدتموه قويّا في دينه قويّا في بدنه، وإن وليتم عثمان وجدتموه هاديا مهديّا، وإن وليتم عليّا - وما أراكم تفعلون -⁣(⁣١)، أكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم» ففي هذا الخبر وجوه:

  منها⁣(⁣٢): أنه لم يصح لنا.

  ومنها: أنه ليس بأمر لهم، لكنه إخبار منه بما يكون بعده من فعالهم؛ ويدل على ذلك قوله في علي #: «وما أراكم تفعلون».

  ومنها: أن هذه الصفات فيهم تدل على أن الآخر أفضل ممن ذكر قبله، وذلك: أن القويّ في دينه وفي بدنه أفضل من القويّ في دينه الضعيف في بدنه لهذا الأمر، فكان على هذا يجب أن يقدم عمر على أبي بكر، والهادي المهدي يكون أفضل⁣(⁣٣) من القويّ في دينه وبدنه⁣(⁣٤)، فعلى هذا يجب أن يقدّم عثمان على عمر وأبي بكر وقوله: «إن وليتم عليّا - وما أراكم تفعلون - أكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم»


(١) في (ص): ولا أراكم تفعلون.

(٢) في (أ): فمنها.

(٣) في (ش): يكون أقوى وأفضل.

(٤) في (م، د): في بدنه ودينه.