فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #
  فلو لم ينحّه لكان ذلك فضلا. وأيضا فقد يجوز أن يصلي الرجل بأفضل منه، وقد روي أن رسول اللّه ÷ ولى ابن أمّ مكتوم على الصلاة بالمدينة.
  وأما ما رووا من قول رسول اللّه ÷: «إن ولّيتم أبا بكر وجدتموه قويّا في دينه ضعيفا في بدنه، وإن وليتم عمر وجدتموه قويّا في دينه قويّا في بدنه، وإن وليتم عثمان وجدتموه هاديا مهديّا، وإن وليتم عليّا - وما أراكم تفعلون -(١)، أكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم» ففي هذا الخبر وجوه:
  منها(٢): أنه لم يصح لنا.
  ومنها: أنه ليس بأمر لهم، لكنه إخبار منه بما يكون بعده من فعالهم؛ ويدل على ذلك قوله في علي #: «وما أراكم تفعلون».
  ومنها: أن هذه الصفات فيهم تدل على أن الآخر أفضل ممن ذكر قبله، وذلك: أن القويّ في دينه وفي بدنه أفضل من القويّ في دينه الضعيف في بدنه لهذا الأمر، فكان على هذا يجب أن يقدم عمر على أبي بكر، والهادي المهدي يكون أفضل(٣) من القويّ في دينه وبدنه(٤)، فعلى هذا يجب أن يقدّم عثمان على عمر وأبي بكر وقوله: «إن وليتم عليّا - وما أراكم تفعلون - أكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم»
(١) في (ص): ولا أراكم تفعلون.
(٢) في (أ): فمنها.
(٣) في (ش): يكون أقوى وأفضل.
(٤) في (م، د): في بدنه ودينه.