حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 452 - الجزء 1

  وهذه الصفة هي أفضل من صفات المتقدمين، قال اللّه تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا ...} إلى قوله: {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}⁣[المائدة: ٦٥ - ٦٦]، فوجب على هذا تقديم علي # على جميعهم.

  وقد روي أنه لم يذكر في الخبر عثمان، وأنه قال بعد ذكر عمر: «وإن وليتم عليّا وجدتموه هاديا مهديّا يسلك بكم الطريق المستقيم».

  وأما ما رووا من قوله ÷: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»، فهذا الخبر إن صح فإن مخرجه عامّ ومعناه خاصّ، والمراد به: أنه أراد بهم أن يقتدى بأصحابه المؤمنين الصالحين في شرائع الدين، ويؤخذ منهم العلم، ويقبل منهم الخبر إذا كان موافقا للكتاب.

  ولو كان هذا الخبر يؤخذ بظاهره لجاز أن يكون سلمان خليفة وإماما، لو طلب ذلك؛ وكذلك عمار وأبو ذرّ وسائر الصحابة، فسقط تعلّقهم بهذا.

  وأما ما رووا من قول أبي بكر: إن رسول اللّه ÷ قال: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث»، فإنه روي عن رسول اللّه ÷ بالأخبار المتواترة أنه قال: «ما روي لكم عنّي فاعرضوه على كتاب اللّه، فما وافقه فهو مني، وأنا قلته، وما لم يوافقه فليس مني ولم أقله» وقد وجدنا في كتاب اللّه ما يخالف خبر أبي بكر وهو ما قصّ اللّه تعالى من وراثة أولاد الأنبياء $ لآبائهم، وذكر وراثتهم لهم، فقال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}⁣[النمل: ١٦]، وقال تعالى حاكيا عن زكريا: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ