حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 465 - الجزء 1

  وقالت الزيدية، والمرجئة، وإبراهيم النظام، وبشر بن المعتمر: إن عليّا # كان مصيبا في تحكيمه الحكمين، وأنه إنما حكّم حين خاف على عسكره الفساد، وكان الأمر عنده بيّنا واضحا، فنظر للمسلمين ليتابعهم، وإنما أمرهما أن يحكما بكتاب اللّه، فخالفا، فهما اللذان اخطئا وأصاب هو، واعتلوا في ذلك أن رسول اللّه ÷ وادع أهل مكّة، وردّ أبا الجندل بن سهيل بن عمرو وتحول في قيده⁣(⁣١).

  وقالت الحشوية: نحن لا نتكلم في هذا، ونردّ أمره إلى اللّه تبارك وتعالى، واللّه أعلم به حقّا كان أو باطلا.

  وقال أبو بكر الأصم: نفس خروجه كان خطأ، وتحكيمه خطأ، إلا أن أبا موسى أصاب حين خلعه، حتى يجتمع المسلمون على إمام⁣(⁣٢).

  وقال سائر المعتزلة: إن كل مجتهد مصيب، وعليّ قد اجتهد، ولسنا⁣(⁣٣) نتّهمه.

  فهذا ما قيل في الحكومة، والصحيح عندنا أنه غلب على أمره وألجئ إلى قبولها، كما غلب على الأمر في أيام أبي بكر وصاحبيه وألجئ إلى القعود. ثم كان من قتله أهل النهروان⁣(⁣٤) ما قد اشتهر لتكفيرهم له وخلافهم عليه. ثم قتله اللعين ابن ملجم - لعنة اللّه - عليه ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين


(١) في (ب، ص، ع): يجول في قيده.

(٢) في (ع): على إمام واحد.

(٣) في (ع، ص، ه): فلسنا.

(٤) في (ب، ت، ل، ع، ص، م): لأهل النهروان.