حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 466 - الجزء 1

  منذ قبض رسول اللّه ÷ وهي سنة إحدى وأربعين من الهجرة.

  وخرج # لتهجّده لمصادفة ليلة القدر.

  وأجمعت شيعته # على القول: بأنّ مخالفه من أهل النار⁣(⁣١)، وكذلك قال أكثر المعتزلة، ومن شيعته من حكم على مخالفه بالكفر.

  واختلفوا في القول فيمن تقدّمه أو قدّم عليه.

  فقال أبو الجارود، ومن قال بقوله من الزيدية: عليّ وصيّ رسول اللّه ÷ والإمام بعده بلا فصل، وأن الأمة قد كفرت في تركها بيعته. ثم الإمام بعده الحسن والحسين بالنّص، ثم هي بينهم شورى، فمن خرج من أولادهما مستحقّا للإمامة فهو الإمام. وكذلك قالت الصالحية [أصحاب] الحسن بن صالح بن حيّ ومن قال بقوله في الإمامة، إلا أنهم قالوا: إن أبا بكر وعمر غير مخطئين، بسبب سكوت⁣(⁣٢) علي # عن حقّه، وكذلك عثمان إلى أن تبرّأ منه المسلمون، وتوقف فيه بعد ذلك.

  وكذلك قال ابن التّمار ومن قال بقوله من الزيدية، إلا أنهم تبرّءوا من عثمان بعد ما عزله المسلمون، وشهدوا على من خالف عليّا بالكفر.

  وقال سليمان بن جرير ومن قال بقوله في علي والحسن والحسين مثل ذلك، وأن بيعة أبي بكر وعمر خطأ، لا يستحقان عليه اسم الفسق من قبل التأويل، وتبرّءوا من عثمان، وشهدوا عليه بالكفر.


(١) في (ص، ي، د): وأجمعت شيعته # على أن مخالفه في النار.

(٢) في (ش، ص): لسكوت.