حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة الحسن والحسين @

صفحة 468 - الجزء 1

  والأمة مجمعة على أنه ما كان في عصرهما - بعد أبيهما - أجمع لهذه المحامد منهما، فأما القرابة فلأنهما من ذريّة رسول اللّه ÷ ونسله؛ ولأنهما ابنا ابنته وولدا ابن عمّه.

  والذي يدل على أن ابن البنت من الذريّة قول اللّه تعالى في إبراهيم ÷: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٨٥ وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ ٨٦ وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}⁣[الأنعام: ٨٤ - ٨٧]، فبيّن أن عيسى # من ذريّة إبراهيم # بسبب أمّه. والحسن والحسين إلى محمد ÷ أقرب من عيسى إلى إبراهيم صلى اللّه عليهما، فصح أنهما من ذريته ونسله.

  ويؤيد ذلك ما روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «كل بني أنثى ينتسبون إلى أبيهم غير ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما» فصحّ أنهما أقرب الناس إلى رسول اللّه ÷، ولم ينازعهما أحد في ادّعاء الأمر من بني هاشم، وفي الإشارة ما روي عن ابن عباس ¥ قال:

  قال رسول اللّه ÷ في الحسن والحسين: «من أحبهما في الجنة ومن أبغضهما في النار». وعن أبي هريرة قال: نظر رسول اللّه ÷ إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: «أنا حرب لمن حاربهم، سلم لمن سالمهم». وعن حذيفة قال: قال رسول اللّه ÷: «جاءني ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل ليلتي هذه، فاستأذن ربّه ø