حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة الحسن والحسين @

صفحة 469 - الجزء 1

  أن يسلّم عليّ فبشّرني (أو فأخبرني) أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة».

  وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا». وروي عن رسول اللّه⁣(⁣١) ÷: «الحسن والحسين إمامان وأبوهما خير منهما». فصحّ أنهما أولى الناس بمقام رسول اللّه ÷ بعد أبيهما، وأن النص في إمامة علي، والحسن، والحسين، دون غيرهم.

  وثبت أيضا أن الحسن الإمام - في عصر أخيه - القائم، لكبره، وتقدّمه، ودعوته، وتسليم [أخيه]⁣(⁣٢) الأمر إليه.

  وكان من دعوته #: أنه لما قتل والده أمير المؤمنين، وغسّله، وكفّنه، وقبره، وضربت عنق ابن ملجم - لعنه اللّه، صعد المنبر فخطب الناس ونعى عليّا #، فقال في خطبته: (إن رجلا من أعداء اللّه، المارقة عن دينه اغتال أمير المؤمنين - كرم اللّه وجهه ومثواه في الجنة - في مسجده، وهو خارج لتهجّده في ليلة يرجو فيها مصادفة ليلة القدر، فقتله، فيا للّه من قتيل، فأكرم به وبروحه من روح عرجت إلى اللّه بالبرّ والتقوى والإيمان، والهدى والإحسان، لقد أطفأ به نور اللّه في أرضه، وهدم ركنا من أركان الإسلام، لا يشاد مثله، فإنا للّه وإنا إليه راجعون، وعند اللّه نحتسب مصيبتنا في أمير المؤمنين، ورحمه اللّه⁣(⁣٣) يوم ولد ويوم قتل ويوم يبعث حيّا). ثم بكى حتى اختلجت أضلاعه ثم قال: (وقد أوصى بالإمامة إلى ابن رسول اللّه ÷ وابنه


(١) في (س، ج، ل): وروي عنه ÷.

(٢) زيادة في (ع).

(٣) في (ش، م، س): ورحمة اللّه.