حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة الحسن والحسين @

صفحة 470 - الجزء 1

  وسليله، وشبهه⁣(⁣١) في خلقه، لأن يجبر اللّه به ما قد وهى، ويسد به ما ثلم، ويجمع الشمل، ويطفئ نار الفتنة⁣(⁣٢)، فبايعوه ترشدوا).

  فبايعه الشيعة كلهم، وهرب قوم فلحقوا بمعاوية، وأرسل معاوية إلى الذين بايعوه، فلم يزل يعمل فيهم بالكتب حتى خذلوه، ودخل عليه قوم منهم فطعنوه بخنجر، وأرادوا قتله وقتل أخيه وأهل بيتهما، وكان قد خرج من المدينة في حرب معاوية، فكتب إليه معاوية لعنه اللّه يسأله الرجوع إلى المدينة والمهادنة، ويلزم كما لزم أبوه في عصر أبي بكر وعمر وعثمان، وعلى أنه يحكم في أمة محمد ÷ بالكتاب والسنة، وعلى أنه يدفع الخمس إليه الذي أوجبه اللّه لبني هاشم، كما كان يدفع إلى أبيه في وقت أبي بكر وعمر وعثمان، ففعل ذلك، وهادنه لما عدم الأنصار، ورجع المدينة هو وأخوه ومن كان معهما⁣(⁣٣)، فما زال معاوية لعنه اللّه يعمل فيه حتى قتله بالسم.

  ثم مات معاوية، وولى أمره ولده يزيد لعنه اللّه، وهو أول من أظهر الفسق وشرب الخمر في الإسلام، ثم إن قوما من أهل الكوفة استدعوا الحسين بن علي @ وبايعوه ووعدوه بالنصر، فخرج إليهم ووالي البلد عبيد اللّه بن زياد من قبل يزيد بن معاوية لعنهم اللّه، فحاربه حتى قتله بكربلاء - وأهل بيته، ووجّه بحرمه وبرأسه إلى يزيد بن معاوية، وردّهم يزيد إلى المدينة. فجاهدا @، ولم يتركا للّه عليهما حجّة، وفعل بهما كما فعل بالأنبياء والأئمة من قبلهما.


(١) في (ج، ت): وشبيهه.

(٢) في (ش، ص، ع): نيران الفتنة

(٣) في (ش): هو وإخوته ومن كان معهم.