حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الأنوار واختلاف الليل والنهار

صفحة 90 - الجزء 1

  محدثة، فوجب أن تكون هي في ذاتها محدثة؛ لأنها لا تتعرّى من⁣(⁣١) هذه الحوادث.

  ودليل آخر: أن أكبر هذه النيّرات الشّمس والقمر، فإنهما يصابان في أنفسهما بالكسوف، فيدخلان في باب من يرمى بالمصائب والحتوف، وينقص القمر في كل شهر حتّى لا يبقى منه إلا الأقلّ ثم يعود فيكون كاملا. فلو كانا خالقين، أو قادرين، أو مدبّرين، لأزاحا عن أنفسهما الضّرر، ولتحصّنا عن النقصان والغير⁣(⁣٢)، فلما كانت لا تملك نفسها⁣(⁣٣)، ولا تدفع عنها شرّا، ولا تدفع مكروها ولا ضررا⁣(⁣٤)، كانت عن ملك غيرها أعجز، وعلمنا أنها مصنوعة مبدوعة⁣(⁣٥) لتغيّرها وانتقالها، وضعفها ونقصانها وزوالها؛ ولأنها بغيرها محدودة، وحالّة ومتحركة ومحدودة⁣(⁣٦)، وهذه الحالات دالّة على حدوثها، فبطل ما قالوا.


(١) في (ص): عن.

(٢) في (ص، ي): والتغيّر.

(٣) قوله: (فلما كانت لا تملك نفسها) يعني النجوم السبعة، وكذا فيما بعدها من الضمائر عائد على النجوم السبعة، فلا يتوهم أنها عائدة على الشمس والقمر فقط، فليتأمل. تمت.

(٤) في (ص): ولا ضرّا.

(٥) في (ص، م): مصنوعة محدثة مبدوعة.

(٦) في (ض): ومعدودة.