حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الأرض

صفحة 93 - الجزء 1

  والتغيير في الأحوال والأعيان، وأنها لا تنفك من الأوقات والأزمان، وكما كان⁣(⁣١) للأيام والليالي أول وآخر ثبت حدثها⁣(⁣٢)، وإذا ثبت حدثها⁣(⁣٣) ثبت حدث⁣(⁣٤) ما لا ينفك منها.

  والزّمان هو وقت حركة العالم وسكونه، وقالت⁣(⁣٥) العلماء قبلنا:

  الزّمان مقدار الحركة، وقد أحسنوا فيه القول. ألا ترى أن السّنة هي مسير الشمس في البروج⁣(⁣٦) من الحمل إلى الحمل؟!

  وقال الجالينوس ومن قال بقوله من أهل الدّهر: الأربع الطبائع التي هي اللين، والخشونة، والحرارة، والبرودة؛ هي المدبّرة بزعمهم، قالوا: والدليل على ذلك أن الإنسان لما كان لا يدرك إلا هذه الأربعة الأشياء كانت مدبّرة قديمة.

  وقالت الفلاسفة: الطبائع الأربع قديمة، وخامس معها هو خلافها، وأثبتوا الحركات، وزعموا أن حركة قبل حركة ... إلى ما لا نهاية له.

  وقال بلعام بن باعورا: إن العالم قديم، وله مدبّر بخلافه. وأثبت الحركات، إلا أنه قال: الحركة الأولى هي الحركة الأخرى معادة.

  والحجة عليهم أنهم قد أقرّوا بحدث الحركات؛ لأن قولهم⁣(⁣٧): (إن حركة قبل حركة) دليل على حدث الحركات؛ لأنه إذا كانت الحركة


(١) في (ج): فكما كان.

(٢) في (أ، س، ه، م): ثبت حدوثها.

(٣) في (أ، س، ه، م): ثبت حدوثها.

(٤) في (أ، س، ه، م): ثبت حدوث.

(٥) في (ي): وقد قالت.

(٦) في (ش): في البرج.

(٧) في (أ، ل، م): بحدث الحركات في قولهم.