حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في أن الله حي قادر

صفحة 147 - الجزء 1

  والزّيادة والنّقصان، وإذا كان كذلك كان محدثا. وإذا لم يكن طويلا عريضا عميقا محويّا بالجهات شاغلا للمكان لم يكن جسما، فبطل تعلّق من تعلّق بهذا⁣(⁣١)، وصحّ أن اللّه ليس بجسم ولا عرض.

فصل في الكلام في أن اللّه حي قادر

  اعلم أنا لما رأينا المصوّرات في الشاهد على ضربين: فمصوّر حيّ قادر، ومصوّر غير حيّ ولا قادر. ورأينا المصوّرات غير الحيوان التي ليست بحيّة ولا قادرة لا تتم ولا تقع إلا من حيّ قادر، ورأينا الأموات⁣(⁣٢) وجميع الجمادات لا فعل لها، فعلمنا أن اللّه أولى بأن يوصف بالحياة والقدرة من الذي ليس في فعله حياة ولا قدرة، فصح أن اللّه حيّ قادر.

  ودليل آخر: أنا لما رأينا هذا الصّنع دائم التّدبير حسن الصّورة والتّقدير، استدللنا بذلك على حياة اللطيف الخبير.

  فإن قيل: فإذا كان اللّه حيّا قادرا، وكان العبد حيّا قادرا، فما الفرق بينهما؟

  قلنا: إن اللّه تعالى حيّ لنفسه قادر لنفسه، والعبد⁣(⁣٣) حيّ بحياة


(١) في (ش، ه، ل): من يتعلق بهذا.

(٢) في (ب، ت، ي): ورأينا الموات.

(٣) في (ج، د): والحيّ.